🔴 عَظَّمَ أم أَعْظَمَ اللّٰهُ أُجُورَكُمْ؟
1⃣ عَظَّمَ الشيءَ؛ أي رآه وتعامل معه وأظهره على ما هو عليه من عظمة، فهو بنفسه عظيم.
قال تعالىٰ: {ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَىٰ الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢]، استخدم الفعل (عَظَّمَ يُعَظِّمُ) وفاعل التعظيم هنا هو (الإنسان)، والمفعول به هو (شعائرَ اللّٰهِ)؛ لأنّ شعائر اللّٰه - كالحجِّ والصلاة - عظيمة بنفسها؛ سواء عظَّمها الإنسان أم لا، فما يفعله الإنسان هو مجرد إظهار هذه العظمة الممنوحة مُسْبَقًا من اللّٰه.
ومثله: حينما يُؤْمَرُ الجنود بتعظيم السلام للقائد، فهم بسلامهم يُظْهِرون عظمةَ القائد العظيم بمثابرته وإخلاصه وسنين خدمته لوطنه، لا أنَّ سلام الجنود هو الذي جعل القائد عظيما.
2⃣ أَعْظَمَ الشيءَ؛ أي جعله عظيمًا، فهو ليس عظيما بنفسه.
قال تعالى: {... وَمَن يَتَّقِ اللّٰهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّـَٔاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُۥٓ أَجْرًا} [الطلاق: ٥]، استخدم الفعل (أَعْظَمَ يُعْظِمُ)، وفاعل التعظيم هنا هو (اللّٰه)، والمفعول به هو (أجرًا)؛ لأنّ الأجر ليس عظيما بنفسه، وإنما اللهُ هو الذي يُعْظِمُه أو لا؛ أي يجعله عظيمًا أو لا.
وعليه، فالمناسب للتعزية هو (أَعْظَمَ اللّٰهُ أَجْرَكُمْ)؛ لأنها دعاء وطلب من اللّٰه أنْ يجعل أجْرَ المُعَزَّى على صبره عظيما، وأمْرُ ذلك بِيَدِ اللّٰه وحده، ولا سلطة للإنسان علىٰ أجْرِ ذي المِنَّةِ والإحسان.
وعن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام): "قَالَ: قُلْتُ: فَكَيْفَ يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: [أَعْظَمَ] اللّٰهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالحُسَيْنِ (عليه السلام)، وَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإِمَامِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام)...".
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|